قال باحث علمي في معهد الكويت للابحاث العلمية ان تكنولوجيا النانو حظيت باهتمام كبير من القيادات السياسية في البلدان العربية مضيفا ان هناك نضوجا فكريا وثقافيا متطورا تشهده الكويت والمنطقة العربية في هذا المجال.
وذكر مدير برنامج تكنولوجيا النانو والمواد المتقدمة في مركز بحوث الطاقة والبناء بالمعهد الدكتور محمد الاسكندراني "اننا نعيش في زمن الثورة الصناعية الرابعة ولاول مرة تتواكب الانشطة البحثية مع التطور التكنولوجي الهائل والذي تحقق مع حرص قاداتنا السياسية في بلداننا العربية".
وبين الاسكندراني ان تكنولوجيا النانو هي تكنولوجيا القرن ال21 ومفتاح التقدم والانماء الاقتصادي المبني على العلم والمعرفة موضحا انها تكنولوجيا قائمة على دراسة العلوم النانونية وايجاد مواد النانو والتحكم في بنيتها الداخلية واعادة هيكلة وترتيب الذرات والجزيئات المكونة للحصول على منتجات متميزة وفريدة.
واضاف ان المواد النانونية هي مواد صغيرة الحجم يتم تحضيرها معمليا او موجودة بالفعل في الطبيعة وتتراوح مقاييس اطوالها او اقطار حبيباتها ما بين 1ر0 نانو متر الى 100 نانو متر مؤكدا ان بعض تطبيقات هذه المواد ترجع الى مئات السنين خصوصا في تحضير وتوصيف مركباتها الكيميائية.
وعن دور الكويت في هذا الشأن والذي يقوم به معهد الكويت للابحاث العلمية افاد بأن برنامج تكنولوجيا النانو والمواد المتقدمة التابع لمركز الطاقة والبناء هو احد احدث البرامج البحثية في المعهد وتم ادراجه بالخطة الاستراتيجية التابعة له (2010 – 2015) مبينا انه برنامج يواكب مشروع (انشاء معامل تكنولوجيا النانو بالمعهد) وتأهيلها بأحدث المعدات والاجهزة العلمية التي لم يصل بعضها الى المنطقتين العربية والشرق اوسطية.
واشار الى ان ذلك المشروع حظي برعاية حكومية من خلال برنامج التنمية الحكومي وتقديم الدعم المالي له حيث وصل الى 5ر13 مليون دينار لافتا الى ان البرنامج يسعى الى ايجاد وتوصيف المواد النانونية التي تتمتع بمقاييس ابعاد متناهية في الصغر تصل الى اقل من 10 نانومترات.
واضاف انه يتم توظيف المواد النانوية في التطوير النوعي للمواد الداخلة في التطبيقات الحيوية بقطاعات بحثية عدة وهي قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة وقطاع حماية اسطح المعدات الفلزية ووقايتها من خطر الانهيار بالبري والصدأ وقطاع معالجة وتنقية المياه وقطاع مراقبة الاخطار البيئية ومعالجة الاثار الناجمة عن التلوث البيئي بالمياه الجوفية والتربة.
وذكر الاسكندراني انه يمكن ايضا توظيف (النانو) في قطاع التكنولوجيا الحيوية ومكافحة التراكم البكتيري والفيروسي وقطاع تصنيع المعلبات المستخدمة فى حفظ الاغذية وقطاع البناء وانتاج الاسمنت وقطاع تكرير زيت النفط الثقيل وقطاع انتاج البترول وحماية اسطح ادوات الحفر.
وقال انه خلال الاعوام الثلاثة الماضية تم البدء في تنفيذ تسعة مشاريع بحثية مهمة تقوم على استغلال تلك التكنولوجيا المتقدمة في مجالات انتاج المواد النانونية لمتراكبات الماغنسيوم الفلزية بهدف استغلالها فى تصنيع البطاريات وخلايا الوقود الهيدروجينية فائقة السعة وانتاج حبيبات نانونية من رمال صحراء الكويت واستخدامها في انتاج الاسمنت والخرسانة.
واوضح انه يمكن استغلال تلك التكنولوجيا في انتاج متراكبات فائقة الصلابة تتكون من مركبات كربيد التنجستن وكربيد التيتانيوم المدعمة بأنابيب الكربون النانونية بهدف توظيفها فى دهان المعدات والادوات الفلزية لحمايتها من خطر التآكل عن طريق الصدأ والبري وانتاج حسسات نانونية تستخدم في استشعار الغازات الناجمة عن فساد الاغذية.
واشار الى (النانو) يمكن استخدامها في مشروعي (انتاج بطاريات الليثيوم النانونية) و(انتاج الهيدروجين الناجم عن شطر جزيئات المياه) الممولين من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مبينا ان برنامج المعهد الخاص بهذه التكنولوجيا سيقدم هذا العام خمسة مشاريع بحثية جديدة تكون مثابة طفرة بحثية ونوعية فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والتكنولوجيا الحيوية لتنقية المياه الجوفية.
وقال انه مع التطور الذي يشهده العالم لا يمكن الاكتفاء بدراسة تأثير صغر الحبيبات المكونة للمادة على الخواص المختلفة لها وايجاد التفسيرات والتبريرات العلمية فقط لذلك يجب الانتقال الى مرحلة جديدة ومهمة وهي القدرة على انتاج وتصنيع مواد واجهزة نانونية متقدمة يتم توظيفها في كل المجالات التطبيقية.
واكد الاسكندراني ان تكنولوجيا النانو هي التكنولوجيا الرائدة في العالم باعتبارها تكونولوجيا متعددة المهام حيث يتم توظيفها في مجالات تطبيقية متنوعة منها صناعة الاجهزة والمكونات الالكترونية وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وصناعة الادوية والعقاقير والاجهزة الطبية والرعاية الصحية والتحاليل الطبية واستكشاف ومعالجة الامراض المستعصية وصناعة مستحضرات التجميل.
ولفت الى انه يمكن توظيف هذه التكنولوجيا ايضا في استكشاف الاخطار البيئية ومعالجة الملوثات وتنقية وتطهير وتقطير وتحلية المياه وانتاج الاجهزة والمواد المستخدمة في الصناعات الكيميائية وفي مجل تكرير البترول وصناعة الغزل والنسيج وصناعة المواد الهندسية والمواد المتراكبة والزراعة والغذاء واستصلاح الاراضي والتسليح والامن القومي وغيرها من التطبيقات الاخرى.
وافاد بأن هناك ثلاث براءات اختراع جديدة لتلك المنتجات النانونية يتم منحها اسبوعيا للشركات ومعاهد البحوث العاملة في هذا المجال على مستوى العالم مبينا ان مواد النانو تتزايد سنويا وبمعدلات مرتفعة بأكثر من 10 في المئة ما ادى الى انفجار هذه التكنولوجيا المتميزة.
زهراء الكاظمي (كونا)
No comments:
Post a Comment